رحلة أم شابة مطلقة للحرية والنجاح 

cover photo
الأربعاء, يونيو 29, 2022

استمع للقصة هنا

 

العالم العزيز، 

هاي مش قصة حب، هاي قصة حياتي 

 

اليوم هو يوم حلو ومر بالنسبة لي. هاد يوم تخريجي. أخيرا، بعد أربع سنين، عم احمل شهادتي بين ادي بكل فخر. اتخرجت الأولى، وعندي وظيفة بتسناني لتدريس الأدب الإنجليزي لطلاب المدرسة المتوسطة. لتفهم سبب حلاوة ومرارة اللحظة هاي، لازم أحكي قصتي من الأول!

كان عمري 14 بس سنة لما اخدوني بالغصب من عيلتي ومدرستي وودوني عبيت زوجي.   كان يوم اسود! اجى هاد القرار من ولا مكان من العدم، بس زي كتير بنات تانين ما كان الي رأي فيو. في مجتمعنا، لازم نلتزم بالعادات المحلية والأعراف الثقافية لما الرجل بقرر يتزوج والمرأة من المتوقع انها تقبل وتتبع... 

ما طول الوقت لحتى زوجي صار يسيئ الي. لما طلعت من بيت عيلتي، ما كنت أعرف كيف أطبخ أو أنظف.يا الله ، حرقت كتير وجبات، واضيع كتيير بيضات على الفاضي عشان احاول اسلق. وفي هداك الوقت، ياما انطبخ لحمة مو منيح! أكيد كان يضربني في كل مرة ما زبط معي اعمل وجبة بتشهي. ، مرات كنت أحرق الوجبات عن قصد ... يعني، حتى لو كانت الوجبات منيحة، رح يلاقي سبب تاني يضربني عليه ... كانتهاي طريقتي للرد!

زوجي كان بدو كتير اولاد يركضو حوالين ارض الديار، عشان هيك بلشنا نحاول دغري. اجهضت مرين في الأول ، التنين كانو صبيان ... بس بعد هيك في المحاولة التالتة، جبت احلى بنت في العالم! سميناها نور، وكانت نور حياتي. زوجي تعامل انو نور مو موجودة. ما ضمها أو شرى الها الهدايا ابدا. كان يقدم الها الأساسيات والحليب والحفاضات. بالنسبة الو كانت غريبة مو دمه ولحمه .  

في محاولتنا الرابعة ، بين كأنو أمنية عمر حتتحقق أخيرا. كنت حامل في الشهر التامن بطفل صحتو منيحة. ملّى عمر البيت بالألعاب، واشترى سرير للأطفال جديد، وما كان يقبل اني اطبخ حتى! لدهشتي حتى قام وطبخ عني ونضف. كان يطلب مني اعد وارتاح طول اليوم. بصراحة، كان احسن مني في ادارة البيت! 

بعد فترة قصيرة، صحيت في نص الليل من الوجع وكتشفت أني كنت عم أنزف، طوالي اخدني عمر على المشفى عشان اعرف انو خسرت الولد ... بعد ذلك، ساءت الأمور كتير وبسرعة. كنت وقتها في المشفى، راح عمر على المحكمة وطلقني، وطلب من امو أن تضب اواعي في شنتة. جاب الشنتة وورق الطلاق على المشفى ووقتها لسا كنت عم اطيب واتعافى. حتى عمر حكى في اوراق الطلاق للقاضي "معاليك، رحمها ملعون". 

بعد فترة قصيرة، صحيت في نص الليل من الوجع وكتشفت أني كنت عم أنزف، طوالي اخدني عمر على المشفى عشان اعرف انو خسرت الولد ... بعد ذلك، ساءت الأمور كتير وبسرعة. كنت وقتها في المشفى، راح عمر على المحكمة وطلقني، وطلب من امو أن تضب اواعي في شنتة. جاب الشنتة وورق الطلاق على المشفى ووقتها لسا كنت عم اطيب واتعافى. حتى عمر حكى في اوراق الطلاق للقاضي "معاليك، رحمها ملعون". 

واللي زاد الطين بلة، ابي كان يخجل من نفسه ومن نفسي. كان يتنهد كتير ويقول:  

"ما بصدق أنني اب لوحدة مطلقة." 

ماسمح الي اطلع من البيت. طلعني ما بعرف كيف من العالم الحقيقي وخباني بعيد بعيد. بعد فترة، ما قدر حتى يطلع على وداني بعيد على مدينة تانية عشان اعيش مع عمي. وتحول هاد القرار المدمر بطريقة لنعمة مقنعة بالنسبة لي. كان عمي أحلى رجال على وجه الأرض! رجعت للمدرسة، حتى أنه دعمني برسوم الجامعة. زي ما انو شايفين، عمي ما كان عندو أطفال وتوفت مرتو من فترة طويلة ... وحضني كابنة ما عندو ايها، وعشان الصدق، هو كمان صار الأب اللي ما جابني على هالدنيا. 

مع تخرجي من الجامعة اليوم، بتمنى بس ارجع روح النضال تجاه مستقبلي ومستقبل كل فتاة تعرضت للقمع بسبب الأعراف والعادات الثقافية التي بتتحكم بحياتنا من الطفولة. اليوم، بلشت معركتي في تحرير بنتي من مخالب سجن الذكور الي تسميه الأبوية، حتى لا تضطر إلى المرور بنفس التجارب الي مررت فيها. بدأت اليوم معركتي في تكسير حواجز وصمة العار الي تواجهها النساء المطلقات على وجه الخصوص. 

اليوم، أخيرا تخرجت من الجامعة رافعة راسي لفوق، عندي اليوم أدوات لتحرير حالي ومساعدة الآخرين. بتمنى اني أدعم جيل جديد من النساء والفتيات الي رح يبنو مستقبل أفضل لأنفسهن. اليوم، رح ابدء معركتي لأصير منارة في أرضنا المظلمة هاي. 

محبتكم،  

 

عروس قاصرة سابقة والان معلمة