بينما يركّز العالم على أزمة أوكرانيا، يكافح النساء والأطفال في "مخيمات الأرامل" المنسية في سوريا من أجل البقاء على قيد الحياة وفقًا لمنظمة "وورلد فيجن"

Cover
الثلاثاء, أبريل 12, 2022
  •      يتحمّل الأطفال في مخيمات الأرامل العبء الأكبر من الصعوبات الاقتصادية والظروف المعيشية لأمهاتهم ويتعرّضون للإيذاء اللفظي والجسدي والزواج المبكر وعمل الأطفال القسري.  صرحّت  60% من النساء في هذه المخيّمات على الزواج المبكر  للأطفال.
  •      يفتقر أكثر من 80٪ من الأطفال وأمهاتهم إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والمأوى والمساحة الآمنة مع حرمان وكالات الإغاثة من الوصول إليهم.
  •      95٪ من النساء في مخيمات الأرامل في سوريا يشعرن بالاكتئاب أو اليأس مع شبه انعدام الوصول لخدمات دعم الصحة النفسية.
  •       تدعو منظمة "وورلد فيجن"  إلى استجابة فورية لهذا الجانب الذي تم إهماله منذ فترة طويلة والمخفي من الأزمة السورية.

 

بينما تتكشّف الأزمة في أوكرانيا وتتّجه أنظار العالم إلى محنة اللاجئين هناك، تظهر أزمة خفيّة من حرب دمّرت أمة لأكثر من عقد من الزمان. يبحث تقرير جديد صادر عن منظمة وورلد فيجن كيف تبدو الحياة لعشرات الآلاف من النساء والأطفال الذين يكافحون من أجل البقاء في ما يُسمّى ب"مخيمات الأرامل" في شمال غرب سوريا. [1]الأطفال في حاجة ماسّة إلى الأمان والحماية لأنّ أمهاتهم ليس لديهنّ سوى مهارات  قليلة حتى انها تكاد أن تكون معدومة لرعايتهم ويعانين من الصدمة وسوء المعاملة.

التقرير الذي يحمل عنوان "مخيمات الأرامل في سوريا: الأصعب للوصول إليها والأكثر عرضة للخطر" ينظر بعمق في شكل الحياة في "مخيمات الأرامل" حيث تعيش الأرامل والنساء الأخريات اللاتي فقدن أزواجهنّ أو المطلّقات مع أطفالهن. بعد 11 عامًا من الحرب، أصبحت الأزمة الإنسانية المستمرة التي تتكشّف خلف بوابات المخيمات المحصّنة أسوأ من أي وقت مضى. ذكرت الغالبية العظمى من النساء اللّاتي شملهنّ الاستطلاع (95٪) أنّ لديهنّ مشاعر سلبية أو أنهنّ يشعرن باليأس مع عدم إمكانية الوصول إلى خدمات دعم الصحة النفسية. بشكل مثير للصدمة، أبلغت 88٪ من النساء عن نقص في الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والمأوى المناسب والحماية. يؤكد الأطفال أيضًا، الذين يعاني الكثير منهم من سوء المعاملة والإهمال، هذا النقص المقلق في الدعم المنقذ للحياة حيث تُمنع وكالات الإغاثة من الوصول إلى هذه المخيمات. يضطر الأولاد الذين تزيد أعمارهم عن 11 عامًا على مغادرة المخيمات وتدبير أمورهم بأنفسهم في الخارج.

تقول إليانور مونبيو، المديرة الإقليمية لمنظمة "وورلد فيجن" لمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية: "نشهد كل عام ذات الشيء - يدفع الأطفال الثمن الأكبر لهذه الحرب". تظهر أبحاثنا أنّ الأطفال يتحملون العبء الأكبر من الصعوبات الاقتصادية والظروف المعيشية لأمهاتهم. النساء مصابات بصدمات نفسية ومعزولات وغير قادرات على رعاية أطفالهنّ وحمايتهم. لقد تم إهمال الأطفال وتركهم لمصيرهم وفقد ما يقرب من نصف من تحدثنا إليهم الأمل وليس لديهم تطلّعات لمستقبلهم. تُعرِب الأمهات عن كونهنّ في "نقطة الانهيار" من حيث احتياجات الصحة النفسية المقلقة وعدم وجود دخل لرعاية أسرهنّ مما يدفعهنّ إلى تبني استراتيجيات بقاء ضارة لأنفسهن وأطفالهن ".

في حين أنّ معظم مخيمات النزوح تقدم شكلاً من أشكال المساعدة الإنسانية ويتم تضمينها صراحةً في العمليات الإنسانية، فإنّ سكان مخيمات الأرامل لديهم وصول محدود للمساعدات الإنسانية. تنتشر المخيمات في شمال غرب سوريا حيث لا يزال من الصعب للغاية الاستجابة للاحتياجات المتزايدة ولا يوجد حاليًا سوى نقطة وصول واحدة للمساعدات الإنسانية. حتى الآن، لم يتم السماح لأي منظمة إنسانية دولية بالوصول إلى مخيمات الأرامل ولم يتمكّن سوى عدد قليل من الوكالات المتخصّصة في الحماية أو الصحة النفسية، بما في ذلك بعض شركاء منظمة "وورلد فيجن"، من الوصول إلى عدد محدّد من المواقع.

تظل مخيمات الأرامل غير مرئية بشكل كامل وغير مبرّر في الاستجابة الإنسانية للصراع. تدعو منظمة "وورلد فيجن" الأمم المتحدة والحكومات المانحة إلى استخدام نفوذها الدبلوماسي للدعوة إلى وصول العاملين في المجال الإنساني إلى مخيمات الأرامل عبر شمال غرب سوريا لأنها تظل غير مرئية بشكل كامل وغير مبرّر في الاستجابة الإنسانية للصراع حتى الآن.

وتضيف إليانور: "بينما يحتشد العالم عن حق لدعم اللّاجئين الفارين من أوكرانيا، نحث أولئك الذين لديهم القوة السياسية على إعطاء الأولوية لحياة هؤلاء الأطفال السوريين أيضًا. لقد عانوا من الحرب والنزوح منذ أحد عشر عامًا ، وهم أيضًا يستحقون الأمان والحماية ".

 

نهاية

لمزيد من المعلومات، يُرجى التواصل مع ألكسندرا ماتي، مديرة المناصرة والاتصال في منظمة "وورلد فيجن" للاستجابة السورية، عبر البريد الالكتروني  alexandra_matei@wvi.org  رقم الهاتف  962778482436+.

 

حول منظمة "وورلد فيجن":


منظمة "وورلد فيجن" هي منظمة إنسانية مسيحية تقوم بأنشطة الإغاثة والتنمية والمناصرة في عملها مع الأطفال والأسر ومجتمعاتهم في ما يقرب من 100 دولة لمساعدتهم على تحقيق إمكاناتهم الكاملة من خلال معالجة أسباب الفقر والظلم. لمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة www.wvi.org و www.wvi.org/emergencies/ syria -crisis-response أو حساب التويتر  .WorldVisionSR 

 

ملاحظات للمحرّر

  •     التقرير الذي تم إجراؤه بين يناير وفبراير من هذا العام ، يدعو الحكومات المانحة ووكالات الأمم المتحدة والجهات الإنسانية الدولية الفاعلة إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات الصحة العقلية والحماية للنساء والأطفال في ما يسمى بمخيمات الأرامل ، التي تضم عشرات الآلاف من الأرامل, ونساء عازبات أخريات. من المعروف أن الأطفال والنساء يتحملون وطأة الحرب ، إلا أن قوتهم ومرونتهم تمنح الأمل لمستقبل سوريا ؛ ومع ذلك ، يجب أن تنتهي الحرب الآن.
  •     ينقل التقرير أصوات النساء اللواتي يرغبن في إخبار العالم أنهن يفتقرن إلى الخدمات الأساسية (88٪ من المستجيبين) وأنهن على وشك الإصابة بالاكتئاب ، مع 95٪ منهن يشعرن باليأس مع عدم إمكانية الوصول تقريبًا إلى دعم الصحة العقلية . يتشارك الأطفال أيضًا نفس الصورة القاتمة ، حيث تعرض 34٪ منهم لواحد أو أكثر من أشكال العنف و 9٪ منهم تعرضوا أيضًا للاعتداء الجنسي.
  •     تدعم منظمة "وورلد فيجن"  أكثر من 7.5 مليون طفل منذ بدء الحرب ، ونحن ملتزمون بمواصلة دعم الأشخاص الأكثر ضعفاً ، في الأماكن التي يصعب الوصول إليها داخل سوريا وأماكن أخرى. ندعو بشكل عاجل إلى التمثيل الشرعي والكريم لمعاناة النساء والأطفال في جميع أنحاء سوريا ، بما في ذلك ما يسمى بمخيمات الأرامل. يجب على المجتمع الدولي أيضًا ضمان معالجة مخاطر الحماية الفريدة والمتزايدة على الفور وتوفير الموارد الكافية.
  •     تدعم منظمة "وورلد فيجن" للاستجابة السورية السكان السوريين المتضرّرين من الحرب في سوريا منذ عام 2011 من لبنان. في عام 2013 ، بدأت منظمة "وورلد فيجن" استجابة الإغاثة عبر الحدود من تركيا إلى شمال سوريا وأصبحت أحد المشاركين الرئيسين لمبادرة لا لضياع جيل ، وهي مبادرة متعددة الشركاء مصمّمة لجلب الاستثمار الاستراتيجي للأطفال المتضرّرين من الأزمة.
  •     في عام 2021، تمكّنت منظمة "وورلد فيجن" للاستجابة السورية من إدارة محفظة بقيمة 34.5 مليون دولار أمريكي في سوريا والأردن وتركيا بدعم من 27 جهة مانحة خاصة ومؤسّسية ، ووصلت إلى أكثر من 2.2 مليون امرأة ورجل وفتاة وفتى - نصفهم من الأطفال  .

 

 

[1]بيانات مستندة إلى المجموعة الفرعية للعنف القائم على النوع الاجتماعي لإحاطة شمال غرب سوريا حول مخيمات الأرامل ، كانون الأول (ديسمبر) 2021.