سماهر قبها - نموذج مشرق لمربي النحل في يوم النحل العالمي

Beehives JWG 2020
الثلاثاء, مايو 19, 2020

تشير الدراسات المعتمدة لدى الأمم المتحدة إلى أن إنتاج أكثر من 75٪ من المحاصيل الغذائية في العالم يعتمد كليًا أو جزئيًا على التلقيح [1]، حيث تساهم الملقحات، مثل النحل، في الأمن الغذائي والتنوع البيولوجي. ولزيادة الوعي بأهمية النحل في التنمية المستدامة في الحفاظ على النظم البيئية لكوكبنا، حددت الأمم المتحدة يوم 20 أيار كيوم النحل العالمي.

ومن خلال هذا المقال، نسلّط الضوء على تجربة إحدى السيدات في تربية النحل التي بدأت مشروعها من خلال خلايا حصلت عليها من مؤسسة الرؤية العالمية عام 2006.

سماهر قبها (أم الوفا)، هي أم فلسطينية من جنين حصلت على خمس خلايا نحل عام 2006 من مؤسسة الرؤية العالمية، ودأبت على العمل على تطوير هذه الخلايا منذ ذلك الوقت وليومنا هذا. "كان شيئًا جديدًا وغريبًا. كانوا بعض الناس يضحكون على هذا المشروع، ويشككون في قدرتنا على التعامل مع النحل." تستذكر أم الوفا أيامها الأولى في إدارة خلايا النحل لأول مرة في حياتها، هي ومجموعة من النساء في قريتها. 

Samaher Qabha


كادت هذه الأقاويل السلبية تصدّق بالفعل، حيث كانت الأيام الأولى من العمل في الخلايا صعبة، فقد واجهت أم الوفا تحديات في التعامل مع النحل وتعرضت للسعاتها المؤلمة أحيانًا، إلا أنها كانت مصممة على النجاح، فكان لها ما نوت، واستطاعت تكبير عدد الخلايا من 5 إلى 12. تقدّر كمية إنتاج هذه الخلايا اليوم ب60 كيلو من العسل سنويًا، والذي يحظى باهتمام العديد من الزبائن الذين تعودوا على شراء عسل ذو جودة عالية من أم الوفا.

ساهمت إدارة خلايا النحل على إمداد أم الوفا بالشعور بالاستقلالية وأن لديها عملها الخاص المسؤولة عن كل تفاصيله. "هذا العمل خاص بي
. شعور جميل أن تعتمد المرأة على نفسها، وأن تشتري ما تريد من عملها الخاص." عبّرت أم الوفا. كما أن إدارة النحل ساهمت في تعزيز الدور الاجتماعي لأم الوفا، فقد باتت عنوانًا في منطقتها لكل من يريد إرشادًا في مجال تربية النحل. "من خلال خبرتي الطويلة في تربية النحل وإدارتها، أصبحت أساعد النساء الأخريات، وأقدم لهن الدعم في تربية النحل. لقد ساهمت تجربة تربية النحل في تعزيز ثقتي بنفسي، فقد تطورت شخصيتي وأصبحت أقوى." تقول أم الوفا.


وبالإضافة إلى الأثر الاقتصادي والاجتماعي الذي يقدّمه هذا المشروع لأم الوفا، فإن أهميته تتسع لتصل الأرضي والمزروعات المجاورة أيضًا، لما للنحل من أهمية في تلقيح المحاصيل الزراعية. تقول أم الوفا: "المزارعون القريبون من مشروعي يستفيدون من النحل أيضًا. فبالرغم من أن عددًا منهم يرفض وجود النحل بالقرب من بيوتهم لأنها تلسع الأطفال، إلّا أن آخرين باتوا يدركون أهمية النحل في انتاج محصولهم الزراعي. فالفوائد المترتبة على وجود خلايا نحل قرب أرض زراعية تفوق بكثير الأضرار الجانبية السلبية مثل لسعات النحل."

إن العمل في خلايا النحل يكون في أوجه خلال موسم الربيع، حيث يجب عمل كشف دوري على الخلايا للتأكد من أنها صالحة للإنتاج قبيل موسم الصيف. وتقوم أم الوفا بالتأكد من قوة الخلية، وباستبدال الملكة إن تطلّب الأمر. ويستمر العمل خلال العام ولكن بوتيرة أقل، حيث يتوجب توفير بعض المواد المكافحة لبعض أنواع الحشرات الضارة بالخلايا، كما يجب تدفئة الخلايا وعزلها في فصل الشتاء. تصف أم الوفا تربية النحل بأنها عمل "متعب ولكنّه ممتع"، فالتعب فيه يعطي إحساسًا بالنجاح والإنتاجية.

في يوم النحل العالمي لعام 2020، تتطلع أم الوفا إلى زيادة عدد الخلايا التي تعمل بها وزيادة إنتاجيتها من العسل ومن المنتجات الثانوية الأخرى للنحل مثل الشمع وحبوب اللقاح وغذاء الملكات. وتتمنى أن يغدو وعي الإنسان بأهمية النحل أكبر من ذي قبل. فإن الاستفادة من خلايا النحل تسهم في تعزيز بقاءه مما ينعكس إيجابيًا على الأمن الغذائي للناس.

____________________
[1] https://www.un.org/en/observances/bee-day